الاقتصاد في الصرف والاستهلاك..

مفهوم الاقتصاد:

يعرف الاقتصاد بأنه: العلم الذي يبحث في كيفية إدارة واستغلال الموارد الاقتصادية النادرة لإنتاج أمثل ما يمكن إنتاجه من السلع والخدمات لإشباع الحاجات الإنسانية من متطلباتها المادية التي تتسم بالوفرة والتنوع في ظل إطار معين من القيم والتقاليد والتطلعات الحضارية للمجتمع، كما يبحث في الطريقة التي توزع بها هذا الناتج الاقتصادي بين المشتركين في العملية الإنتاجية بصورة مباشرة (وغير المشتركين بصورة غير مباشر) في ظل الإطار الحضاري نفسه.

أركان الاقتصاد:

كل بناء اقتصادي لابد أن يقوم على ركنين أساسيين:

الأول: مادّي تقني.

الثاني: معنوي مذهبي.

فالجانب المادي والتقني من العملية الإنتاجية، وهو الجانب الذي يعرف بالاقتصاد الأساسي أو الأصلي وهو لا يختلف من بلد إلى آخر، مهما اختلف المذهب، ومهما اختلف النظام الاقتصادي المعمول به في كل منها.

وأما الجانب المذهبي وهو الذي يستهدف ضبط السلوك البشرى على هذا الاقتصاد الأساسي أو الأصلي، وهذا الجانب ينطوي على تصور عقائدي يحدد الهدف ويعين القيم ويرسم قواعد السلوك التي يلتزم الفرد والجماعة باتباعها.

ولو عدنا بالزمن إلى الإنسان لوجدنا أن فطرة الإنسان جُبِلت على الكفاح من أجل البقاء على الدنيا والعمارة والاستخلاف في الأرض بما أوتي من مقومات وموارد، وذلك بتأمين الغذاء والمسكن والملبس والأمان ولتأمين وضعه المعيشي والاقتصادي، ومع تقدم عجلة الزمان وتطور الاقتصاد والمستوى المعيشي انقسم الناس إلى أصناف في الصرف والاستهلاك فمنهم مسرف في الصرف والاستهلاك، ومنهم مقتصد، ومنهم ممسك، وقد بيّنت في المقدمة ركنين أساسيين للاقتصاد فلابدّ أن يوازن الإنسان بين الجانب المادّي والجانب السلوكي في الصرف والاستهلاك فيهما.

أنواع الاستهلاك في الحياة اليومية:

ويمكن تقسيم أنواع الاستهلاك في الحياة اليومية إلى قسمين، وهما:

الأول: الاستهلاك التفاخر، ويعتبر هذا النوع من أشكال الرفاهية المفرطة فالمستهلك ينفق الأموال على السلع والخدمات الكمالية والحصول عليها لعرض الرفاهية المفرطة للدخل أو الثروة المتراكمة للمشتري، ويعد مثل هذا العرض العام بالنسبة للمستهلك المتفاخر، وسيلة لبلوغ وضع اجتماعي معين أو الحفاظ عليه.

الثاني: الاستهلاك الاقتصادي، ويعتبر هذا النوع من أشكال الاقتصاد المعيشي فالمستهلك ينفق الأموال على السلع والخدمات الأساسية والاحتياجات اليومية من خلال الاتزان في الصرف والاستهلاك بما يتناسب مع ثروة المستهلك، ويعد هذا الاستهلاك وسيلة لبلوغ وضع اجتماعي متزن ومحافظ ومقتصد في الصرف.

ولو رجعنا إلى التقسيم السابق أنواع الاستهلاك في الحياة اليومية لعلمنا أن استغلال الأفراد (أو بمعنى آخر المستهلك) الأمثل للموارد والأموال كل ما كان وفق خطط مدروسة واتزان في الصرف والاستهلاك، كان في ذلك أثره في الاعتدال أو الاتزان النفسي والماديّ والاجتماعي.

وكل ما كان الاستهلاك على مبدأ التفاخر وحب المظاهر واستنزاف الأموال في غير محله، فيتولد من ذلك التضخم المالي وضعف الاتزان النفسي والاجتماعي، والمبالغة في الصرف والاستهلاك، وأثر ذلك ليس فقط عائد على الفرد بل يمتد بجذوره إلى المجتمع، فالفرد جزء لا يتجزأ من المجتمع، فما أسمى الوسطية والاقتصاد في الصرف والاستهلاك! وما أبهى أثره! فكن مقتصدا متزنا وسطيا في جميع أمور حياتك وخصّ ذلك في صرفك واستهلاكك[1].

الكلمات الدلالية: الاقتصاد – الصرف – الاستهلاك.


[1] – تم الاستفادة من كتاب الاقتصاد الإسلامي من موقع http://www.al-islam.com، https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%83_%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%AE%D8%B1%D9%8A